top of page

الأسود بن عمرو بن كلثوم

سَيِد بني تغلب وفَارِسٌ وشَاعرٌ وشَريِفٌ من شعراء العصر الجاهلي عصرِ ما قبل الإسلام وهَو ابن شاعر المعلقة عمرو بن كلثوم ابن ليلى بنتُ المهلهل عدي بن ربيعة أخو أم الأغر بنت ربيعة التغلبية وكليب بن ربيعة ملِك معد.

نسبه
هو الأسود عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، التغلبي, وبالأسود كني عمرو بن كلثوم.

حياته
نشأ عمرو بن كلثوم في بيت يكتنفه الشرف من الطرفين في قبيلة كانت من أقوى القبائـــــل العربية في العصر الجاهلي، وقد قيل فيها : (لو أبطأ الإسلام قليلاً لأكلت بنو تغلب الناس). إذن نشأ في بيت من أسياد تغلب، فكان من الطبيــــعي أن يكون معجباً بنفسه، فخوراً بأهله وقومه، فتوفّرت فيه كل الخصال الحميدة كالشاعرية، والفروســـــــية، والخطابة، والكرَم، والشجاعة، وهذا ما جعله يسود قومَه في سنّ مُبَكِّرَة، فذُكِرَ أنه أصبح سيّد قومه وهو ابن خمسة عشر عامًا.

إنشاده المعلقة 
أرسل عمرو بن هند مجموعة من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيء فنزلوا بموقع يُدعى الطـــرفة وهو لبني شيبـان وتيم الـــلات وهما أحلاف بني بكر فقيل أنهم منعوا التغلبيين عن الماء فماتوا عطشاً وقيل أصابتهم ســـموم. فطلبوا بني تغلب ديّات أبنائهم فرفضت بكر الطلب، فاستـعدً التغلبيون وبـــكر للحرب، ثُمَ وافقوا على التحكيم من قبل عمرو بن ورد، فَطلبَ مِن بكر أن يأتوه بسبعين رجلاً من أشراف بكر كرهينة فإن كان الحــــق لتغلب دفعتهم إليهم وإن لم يكن خلَّيت سبيلـــهم. عند الاجتماع جاءت تغلب يمثّلها عمرو بن كلثوم، وبكر يمثّلها النعمان بن هَرِم وكان عمرو بن هند يؤثر بني تغلب على بكر وبالكلام بين النعمان وعمرو بن هند، فَغضـــــبَ عمرو بن هند وهَـمّ بطرد النعمان، فقامَ عمرو بن كلثوم وارتجل مُعلّقـه وقال منها ما وافق مقصده، وقــــــامَ بعده الحارث بن حلزة وارتجـــلَ أيضًا قصيدته. إلاّ أن عمرو بن هند فَضّلَ قصيدة الحارث واطلق السبعين بكرياً. فحقد عمرو بن كلثوم على الملك. 

مختارات من شعره
وكانَ شاعِراً مُحسناً وقالَ حيِنمَا مَاتَ أبيِهِ:


لِيَبكِ ابنَ كُلثُومٍ فَقَد حانَ يَومُهُ يَتامى وَأَضيافٌ وَكُلٌّ مُضَيَّعُ
وَحيٌّ إِذا ما أَصبَحوا في دِيارِهم بشَهباءَ فيها حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ
وَكانَ إِذا لاقاهُمُ صَدَّ جَمْعَهم مَهابَتُه وَخَوفُهُ فَتَصَدَّعُوا
لَعمري لَقَد ضاعَت أُمورٌ كَثيرَةٌ وَذَلَّ مِن الأَوداهِ ما كُنتَ تَمنَعُ

وقال عن حرب البسوس:


إِنَّ امرأً وَرِثَ الثُّوَيرَ وَمالِكاً وَالمَرءَ كلثوماً لِعالٍ فاضِلُ
وَنَماه عَمرٌو لِلعُلى وَمَهلهلٌ لَبِمنزِلٍ ما نالَهُ مُتَناوِلُ

ويَقَوُلُ أيضاً:


وَلَقَد شَهدتُ الخَيلَ تَحملُ شكتي عَتَدٌ أُمِر مِن السَّوابِحِ هَيكَلُ
أَما إِذا اِستَدبَرتُهُ فَمُلَزَّزٌ وَيزيفه تَصدِيرُهُ إِذ يُقبِلُ
وَكَأَنَّما تَهوي بِبَزّي كُلَّما حَرَّكتُهُ فَهَوى حَثِيثا أَجدَلُ
وَلَقَد تَرَكتُ القِرنَ في يَومِ الوَغى وَالنَّحرُ مِنهُ بِالدِّماءِ مُرَمَّلُ
وَإِذا دُعِيتُ إِلى النِّزالِ فَإِنَّنِي في القَومِ أَولُ مَن يُجِيبُ وَيَنزِلُ

 

bottom of page