top of page

النابغة الذبياني

نسبه

زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو أمامة. وبنو مرة بن عوف قوم النابغة أصل نسبهم يرجع إلى مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ، من قبيلة قريش من بني كنانة ولكن عوف بن لؤي خرج من قومه ودخل في بني ذبيان الغطفانيين وانتسب إلى سعد بن ذبيان

 

لقبه

النابغة لُقِبَ بِهذا اللقب لأنه نَبِغَ في الشعر اي أبدع في الشعر دفعة واحده, واختلف النقاد في تعليله وتفسيره، أما ابن قتيبة فيذكر أنه لقب بالنّابغة لقوله:

وحلّت في بني القين بن جسر                         فقد نبغت لهم منا شؤون

 

وردّ ابن قتيبة هذا اللقب إلى قولهم: «ونبغ- بالشعر- قاله بعد ما احتنك وهلك قبل أن يهتر». وفي رأي البغدادي، أن هذا اللقب لحقه لأنه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجلاً. وربّما كان اللقب مجازاً، على حدّ قول العرب: نبغت الحمامة، إذا أرسلت صوتها في الغناء، ونبغ الماء إذا غزر. فقيل: نبغ الشاعر، والشاعر نابغة، إذا غزرت مادة شعره وكثرت.

 

نشأته

ولا يعرف شيئاً يذكر عن نشأة الشاعر قبل اتصاله بالبلاط، فيما خلال ما نقله صاحب الروائع عن المستشرق دي برسفال، من مزاحمة النّابغة لحاتم الطائيّ على ماوية، وإخفاقه في ذلك.

 

ويذكر ابن قتيبة أن النّابغة كان شريفاً فغضّ الشعر منه، ويرى صاحب أدباء العرب أن النّابغة من سادات قومه، ويُخالف هذا الاتجاه حين يقول: نشأ النّابغة في الوسط من قومه، لا في الذروة من الشرف. ويقول آخرون: ولا معنى لقول الرواة: أنه أحد الأشراف الذين غضّ الشعر منهم.

والنابغة من سادات قومه، لما كان للشعراءِ من منزلة في الجاهلية وللدور الذي لعبه في توسطه لقومهِ عند الغساسنة ومنعهم من حربهم، في مواقف عديدة. أما لماذا «غضّ الشعر منه» فَزعِمَ لا يقبلُهُ النقد الحديث، فقد كان النّابِغة معزّزاً عند الملوك، ومُكرماً في قومهِ، وإنما هو حسد الحاسدين الذين لم يقووا على الارتفاع إلى منزِلة الشاعر، فراحوا يعيّرونه لتكسبه بالشعر، وربّما قصد بتلك الغساسنة وهروبه من بلاطِ النعمان إثر حادثة «المتجردة».

 

علاقته بالحكام

كان أول اتصال النّابغة ببلاط الحيرة، دخوله على المنذر الثالث ابن ماء السماء في أواخر ملكه على ما يرجّح النُقاد. ومع اندحار اللخميين أمام الغساسنة في معركة يوم حليمة التي دارت بين جيش المنذر الثالث وجيش الحارث بن جبلة الغسّاني، فقد ظل النّابغة وطيد الصلة بالمناذرة إذ هنأ عمرو بن هند حين ارتقى العرش بعد أبيه. ولكن علاقة الشاعر بالمناذرة انقطعت بعد ذاك ولا سيما في الفترة بين (570- 580)، وهي الفترة التي مثّل فيها دور الشاعر السياسي، لاهتمامه آنذاك بحوادث حرب السباق. ومن الطبيعي أن يمثل النّابِغة في حرب «السباق» دوراً له شأنه، وهو الشاعر الرفيع المكانة.

 

شعره

ولما كان للشعر، منزلتهُ في نفوس القوم، ومكانتهُ في مواطن المنافرة والخصومة إذ من شأنه أن يكسب القبيلة من القوة ومنعة الجانب، ما لا تظفر به في قتالٍ، رأينا النّابغة الذبياني، يهتم في ظروف هذه الحرب، بأمور قومهِ فراح يخوض غمارها بشعره، لا بسيفه فكشف لنا بذلك عن جانب حيّ من شاعريته، وناحية رئيسة من شخصيته.

 

كان همّ الشاعر في تلك الرحى الدائرة، أن يرجّح كفة ذبيان، على عبس فاستهدف في شعره «السياسي»: اصطناع الأحلاف لقبيلته، من أحياء العرب ومن بينها بنو أسد. وكما مثّل النّابغة دور الشاعر السياسي، في ظروف حرب داحس والغبراء فقد مثّل دور شاعر القبيلة، في التوسط لقومه عند الغساسنة في أكثر من موقف: كانت بعض القبائل العربية، تنتهز فرصة انشغال الغساسنة في حربهم ضد المناذرة، فتغير على أرض غسّان طمعاً في الغنيمة، ومن بين هذه القبائل، قوم الشاعر بنو ذبيان.

 

وكان الغساسنة بكتائبهم، يوقعون بهؤلاء المغيرين، فيأسرون رجالاً منهم وكثيراً ما وقع رجال من أقرباء ذبيان، في قبضة الغساسنة، فكان النابغة بما له من مكانة عند أمراء الغساسنة، يتلطّف في الشفاعة لهم، ويتوسط للعفو عنهم.

 

وفاته

توفي 605 م

 

أجمل أبياته الشعرية

من معلّقة

 

يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَد                                           أقْوَتْ وطَـالَ عليها سالفُ الأبَدِ

وقفتُ فيها أُصَيلاً كي أُسائِلُها                                        عَيَّتْ جَوابًا وما بالرَّبعِ مِن أحَدِ

إلاّ الأواريَّ لأيًا ما أُبَـيّنُهَا                                          والنُّؤيُ كالحَوْضِ بالمَظلومَةِ الجلَدِ

رُدَّتْ عليَهِ أقاصيهِ،ولَبَّدَهُ                                           ضَرْبُ الوليدةِ بالمِسْحاة ِ في الثَّأَدِ

خلَّتْ سَبيلَ أتيٍّ كانَ يَحبسُهُ                                           ورَفَّعتُْه إلى السَّجْفينِ فالنَّضَدِ

أمسَتْ خَلاءً وأمسَى أهلُها احْتمَلُوا                             أخْنَى عَليها الذي أخْنَى على لُبَدِ

 

كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،

 

كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ                                  و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ

تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ                                و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآيبِ

و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همه                                 تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ

عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة                                              لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ

 

كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها

 

كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها                               مصكٌّ ، يباري الجونَ ، جأبٌ معقربُ

رعى الروضَ حتى نشتِ الغدرُ والتوتْ                                برِجْلاتِها، قِيعانُ شرجٍ وأيهَبُ

 

وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ،

 

وما حاوَلتُما بقيادِ خَيلٍ                                           يصولُ الوَرْدُ فيها والكُمَيتُ

إلى ذُبيانَ، حتى صبّحَتْهُمْ                                          ودونهمُ الربائعُ والخبيتُ

bottom of page