top of page

سُراقة بن مالك المدلجي

أبو سفيان المدلجي الكناني: سراقة بن مالك بن جُعشُم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من نسل نبي الله إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام.

 

سراقة بن مالك قبل الإسلام

 في حادثة الهجرة النبوية من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة، كان سُراقة بن مالك يقتفي أثر النبي ، وصاحبِهِ أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه، حيث لحِق بهما في أثناء سفرهما في الطريق بين مكّة والمدينة، وعندما أدرك سراقة بن مالك النبي  وصاحبه وعده النبي  إن عاد ولم يبلّغ أحداً من قريش أو غيرهم بمكانه وصاحبه أن يعطيه سواريّ كسرى بن هرمز بعد فتح مملكته من قِبل المسلمين.

 

وقد وَرد في تلك الحادثة ما رواه سراقة بن مالك في صحيح البخاري؛ حيثُ قال: (فبَينَما أنا جالِسٌ في مَجلِسٍ مِن مَجالِسِ بَني مُدْلِجٍ، أَقبَلَ رَجلٌ مِنهُم، حتَّى قام عَلينا ونَحنُ جُلوسٌ، فَقال: يا سُراقةُ، إنِّي قدْ رَأيتُ آنِفاً أَسْوِدَةً بالسَّاحلِ، أُراها مُحمَّداً وأَصحابَه، قال سُراقَةُ: فعَرَفتُ أنَّهم هُم، فقُلتُ لَه: إنَّهم لَيسوا بِهم، ولكنَّك رَأيتَ فُلاناً وفُلاناً، انطَلَقوا بِأَعيُنِنا، ثُمَّ لَبِثتُ في المَجلسِ ساعةً، ثُمَّ قُمتُ فدَخَلتُ، وأَخَذتُ رُمْحي، فخَرَجْتُ به مِن ظَهرِ البَيت، حتَّى دَنَوتُ مِنهُم، ساخَتْ يَدَا فَرَسي في الأَرضِ، حتَّى بَلَغَتا الرُّكبَتينِ، فَنادَيتُهم بِالأمانِ، فوَقَفوا، فرَكِبتُ فَرَسي حتى جِئتُهم، ووَقعَ في نَفسي حينَ لَقيتُ ما لَقيتُ منَ الحَبسِ عَنهُم، أنْ سيَظهَرُ أمرُ رَسولِ اللهِ ، فقُلتُ لَه: إنَّ قَومَك قد جَعَلوا فيكَ الدِّيَةَ، وأَخبَرتُهم أَخبارَ ما يُريدُ النَّاسُ بِهم، وعَرَضوا عَليهِمُ الزَّادَ والمَتاعَ، فلم يَرْزَآني ولَمْ يَسأَلاني، إلَّا أنْ قال: أخْفِ عنَّا، فسَألتُه أنْ يَكتُبَ لي كِتابَ أمْنٍ، فأَمرَ عامِرَ بنَ فُهَيرةَ، فكَتبَ في رُقعةٍ مِن أَديمٍ، ثُمَّ مَضى رَسولُ اللهِ ).

 

إسلام سراقة بن مالك

 إنّ إسلام سراقة بن مالك -رضي الله عنه- كان بعد فتح مكّة، وقد روى بنفسه حادثة إسلامه، فالنبي  كان قد كتب إليه كتاباً في حادثة الهجرة، وقد احتفظ سُراقة بن مالك بذلك الكتاب حتى يوم فتح مكّة، فذهب ليَلقى النبي  بمنطقة اسمها الجِعِرّانة، وهي منطقة ماء بين الطائف ومكّة، وهي أقرب ما تكون إلى مكّة المكرمة، وكان النبي  حينها عائداً مع إحدى الكتائب ومعه خيل الأنصار، فَدخَلَ إليه سُراقة بن مالك ومعه الكتاب، فردَّه المقاتلين من الأنصار عن النبي  برماحهم، فرفع الكتاب عالياً وقال: (يا رسول الله، هذا كتابك لي، أنا سراقة بن جعشم)، فأمره النبي  بالاقتراب منه، فأسلم يومها.

 

شعره

وكان سراقة شاعرا وهو القائل لأبي جهل:

 

أَبَا حَكَمٍ وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا                                       لِأمْرِ جَوَادِي إِذْ تَسُوخُ قَوَائِمُهْ

عَلِمْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحمَّدًا                                      رَسُولٌ بِبْرهَانٍ فَمَنْ ذَا يُقَاوِمُهْ

عَلَيْكَ بِكَفِّ القَوْمِ عَنْهُ فإِنَّنِي                                       أَرَى أَمْرَهُ يَوْمًا سَتَبْدُو مَعَالِمُهْ

بِأَمرٍ يَوَدُّ النَّاسُ فِيهِ بِأَسْرِهمْ                                       بِأَنَّ جِميعَ النَّاسِ طُرًّا يُسَالِمُه

 

عَلِمْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحمَّدًا

 

عَلِمْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحمَّدًا                                      رَسُولٌ بِبْرهَانٍ فَمَنْ ذَا يُقَاوِمُهْ

عَلَيْكَ بِكَفِّ القَوْمِ عَنْهُ فإِنَّنِي                                       أَرَى أَمْرَهُ يَوْمًا سَتَبْدُو مَعَالِمُهْ

بِأَمرٍ يَوَدُّ النَّاسُ فِيهِ بِأَسْرِهمْ                                       بِأَنَّ جِميعَ النَّاسِ طُرًّا يُسَالِمُه

bottom of page