top of page

قيس بن الملوّح

نسبه

قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العامري الهوازني. ولد في 645 م من اهل نجد وعاشَ في الفترة التي كان فيها الخليفة مروان بن الحكم و الخلية عبد الملك بن مروان الملقب «بمجنون ليلى «ليس لانه مجنون بل لكثر حبه وتعلقه بمحبوبته ليلى بنت سعد العامري التي احبها

 

حكايته مع ليلى

من الواضح أن معظم التّراجم والسِّيَر أجمعت على أنّ قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عمّ ليلى، وقد تربّيا معاً في الصّغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقًا لعب في أيّام الصّبا، كما يظهر في شعره حين قال:

 

تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم

ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

 صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا

 إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

 

 مما يذكره السّيد فالح الحجّية في كِتابه (الغزل في الشّعرالعربي) من قصتهما: (أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمّه، حيث نشأ معها وتربّيا وكبرا سويًا، كانا يرعيان مواشي والديهما فأحبّ أحدهما الآخر، فكانا بحقّ رفيقين في الطّفولة والصّبا فعشقها وهام بِها. وكما هي العادة في البادية، عندما كبِرت ليلى حُجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتدَ به الوجد يتذكّر أيّام الصّبا البريئة ويتمنّى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حبّ ابنة عمّه ويتغزّل بها في أشعاره، ثم تقدّم قيس لعمّه طالباً يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلُها أن يزوجّوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبّب بها (أي تغزّل بها في شعره) )، لأنّ العرب قديماً كانت ترى أنّ تزويج المحب المعلن عن حبّه بين النّاس عار وفضيحة، وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي.

 

وقيل رُفِضَ الزّواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأنّ والد ليلى ظنّ خطأ أنّ عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبقَ معه شيء ليُطعِم أهله. وإن كان الرّأي الأول أرجح وأثبت. في نفس الوقت تقدّم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشراً من الإبل وراعيها، فاغتَنَمَ والد ليلى الفرصة وزوّجها لهذ الرجل رُغماً عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطّائف بعيداً عن حبيبها ومجنونها قيس. ويُقال أنّه حين تقدّم لها الخطيبان قال أهلُها نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوّجته، ثم دخلوا إليها فقالوا: والله لئن لم تختارِ وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجتهُ رغماً عنها. فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشّعر والقصيد، ويأنس بالوحوش، ويتغنّى بحبّه العذريّ، فيُرى حيناً في الشّام، وحيناً في نجد، وحيناً في أطراف الحجاز.

 

تأثيره في الأدب

لقيس بن الملوح ديوان شعري في عشقه لليلى حيث كان لقصة مجنون ليلى التأثير الكبير في الأدب العربي بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل بنج غنج أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أنها أثرت في الأدبين التركي والهندي ومنه إلى الأدب الأردوي.

 

يتميز بشعر العذري

ومن أهم خصائص هذا الشعر (العذري):

 الوفاء لامرأة واحدة حتى النفس الأخير.

 قَصْرُ الشعر عليها وحدها دون سواها من خلق الله.

 العفَّةُ في الحب واللفظ.

 القناعة والرضى بالنظرة العابرة وبالإلتفاتة الخاطفة.

 التضحية بكل غالٍ ونفيس بالرغم من الحرمان والهجر.

 أَلبوحُ بخلجات النفس والإكتفاء بها. آلامُ الشاعر محور شِعره.

 يجد العذريُّ في الحرمان لذَّته وفي الألم مصدر وحيٍ لشعره.

 

وفاته

توفي سنة 68 هـ الموافق 688م، وقد وجدَ ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله. وروي أن امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام وجدته لم يمس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثونَ عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بإصبعه هما:

 

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ                                       وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ

فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً                                      فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

 

أجمل أبياته الشعرية

مررت على الديار ديار ليلى

 

أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى                                          أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا

وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي                                        وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَالدِيارا

 

ألَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُنِي وَلَيْلَى

 

أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى                                          كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني

تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ                                        وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني

 

وقالوا لو تشاء سلوت عنها

 

وقالوا لو تشاء سلوتَ عنها                                        فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ

وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي                                           كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ

لها حب تنشأ في فؤادي                                             فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ

وعاذلة تقطعني ملاماً                                               وفي زجر العواذل لي بلاء

 

سأبكي على ما فات مني صبابة

 

سأبكي على ما فات مني صبابة                                وأندب أيام السرور الذواهب

وأمنع عيني أن تلذ بغيركم                                        وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ

وخير زمان كنت أرجو دنوه                                     رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

bottom of page