top of page

مالك بن الريب

مالك بن الريب التميمي شاعر من بني مازن بن عمرو بن تميم ، وَكنيته أبو عقبه، نشأ في نجد وهو أحد فرسان بني مازن. وكان شابًا شُجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه, لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ.

 

وفي يوم مَرَ عليه سعيد بن عثمان بن عفان -ابن الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ مِن قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة مرض مرضاً شديداً أو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه. وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي.

 

نسبه

مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسل بن عاتك بن خالد بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

 

الصعلكة

جمع مالك أكثر من 30 صعلوكًا على رأسهم شظاظ الضبي وأبي حردبة المازني التميمي وغويث بن كعب التميمي، لقطع الطريق، وكان ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد شاعَ خبرهم في أرجاء الدولة الأموية وتناقل الناس أخبارهم، وتجنبوا المرور في طرقاتهم وحذروا من مفاجآتهم.

 

جهاده

لما ولى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان عام 56هـ لقيَ سعيد مالكاً وهو خارج مِنَ المدينة يَعُد العُدة في طريقه فاستصلحه واستتابه ثُمَ صحبه معه وأجرى عليه في كل شهر خمسمائة دينار، وترك مالك أهله وراءه في نجد، وذهب مع ابن عفان.

 

وكانت ولاية سعيد على خراسان عامين، تَخللتها عدة معارك، فَرَجِعَ عنها ومعه مالك بن الريب، وفي طريق عودتهم إلى المدينة مَرِضَ مالك وأشرف على الموت فخلفه وترك عنده مُرّةَ الكاتب ورجلًا أخر، فكانت وفاة مالك بن الريب في طريق العودة في إبّان شبابه.

 

شعره

وقد قال قبل موته يرثي نفسه :

 

ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً                             بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا

فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه                        وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا

لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى                              مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى                               وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا

وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما                              أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا

دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي                             بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا

أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ                                             تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا

bottom of page