top of page

نازك الملائكة

حياتها

ولدت الشاعرة الكبيرة في بغداد في الثامن والعشرين من شهر آب عام 1923 في بيت علم وأدب، أمها كانت الشاعرة سلمى عبد الرزاق وكنيتها( أم نزار ) ووالدها الشاعر العراقي( صادق جعفر الملائكة )الذي جَمَعَ قول الشعر والاهتمام بالنحو واللغة كعادة الشعراء آنذاك، أحبت نازك الشعر منذ الصغر وولعت به وهي ما زالت بعد طفلة، ووجدت قي مكتبة أبيها الزاخرة بدواوين الشعر وأمهات كتب الأدب ما يروي ظمأها إلى الإطلاع والمعرفة.

 

أكملت دراستها في بغداد، ثُمَّ التحقت بالجامعة واستطاعت أن تتمتع بمنحة دراسيّة إلى الولايات المتحدة حيثُ حازت على درجة الماجستير في الآداب وكانت أول تلميذة تحظى بالدراسة هناك، حيث لم يبح القانون بدراسة المرأة بجامعة برنستون آنذاك، عادت إلى بغداد وأتيحت لها فرصة أخرى للسفر إلى خارج العراق، للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن، عملت سنين طويلة في التدريس في جامعة بغداد، وجامعة البصرة ثُمَ جامعة الكويت.

 

أحبت الموسيقى منذ نعومة أظفارها وتعلمت العزف على آلة العود، واستطاعت بواسطة معرفتها العميقة بالأنغام الموسيقية أن تمتلك حسًا مرهفًا بإيقاع الكلمة وموسيقاها، وأثرت تلك المعرفة الكبيرة أيما تأثير في قصائدها سواء تلك التي قالتها في مقتبل العمر أو التي نظمتها في سني عمرها حيثُ اكتسبت المعرفة وحصدت ثمار التجربة، وقد اهتمت الشاعرة بالأدب العالمي وارتادت دور السينما للإطلاع على القصص العالمي ممثلًا، في هذا الجو المتفتح نسبيًا إذا ما قورن بالجو العام الذي كان سائدًا في ذلك الوقت في عموم العراق عاشت الشاعرة نازك وامتلكت من الاهتمامات ما لم يكن شائعًا بين معاصريها، حرصت على الثقافة والإطلاع من مصادر غير اللغة العربية كانت تمتاز بصفات مثل التحلي بالنظام والترتيب والمحافظة على الهدوء.

 

تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، بالإضافة إلى اللغة العربية، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا. مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965.

 

درست نازك الملائكة اللغة العربية وتخرجت عام 1944م، ثُمَّ انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثُمَّ درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقلت للتدريس في جامعة بغداد ثُمَ جامعة البصرة ثُمَ جامعة الكويت. وانتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثُمَ سافرت عام 1990 على خلفية حرب الخليج الأولى إلى القاهرة حيث توفيت.

 

وحصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالًا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحَضَرَ عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، ولها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة، وتوفيت في صيف عام 2007م.

 

قالت الشعر منذ طفولتها المبكرة وأجادت فيه وكان لها السبق والريادة في حركة التجديد وإن ثارَ جدل طويل حول من كان الأول في نَظم القصيدة التي تعتبر الأولى في تلك الحركة التجديدية، البعض ينسب التجديد للشاعر الشاب بدر شاكر السياب والبعض الآخر يقول إن نازك كانت الأولى ولكن الذي يهمنا أن نذكره هنا أن شاعرتنا كانت مجددة وإنها كانت رائدة في حركة تجديد الشعر العربي وإنقاذه من القواعد والقيود التي جمعها الخليل بن أحمد والتي تحاول أن تجعل الشعر يراوح في مكانه ولا يتحرك منذ مائتي سنة قبل مجيء الإسلام كتبت نازك النقد ووضعت الكتب في هذا المجال الحيوي الجميل، وقد حللت أسباب الحداثة ودافعت عن وجهة نظرها في التجديد في كتابها المشهور (قضايا الشعر المعاصر).

 

بدأت نازك حياتها الشعرية بقصيدة طويلة اسمها ( الموت والإنسان ) وكان ديوانها الأول ( عاشقة الليل ) وقد أصدرته عام 1947 وضم قصائد كتبت وفق الشكل الكلاسيكي القديم، لكنها من حيث البنية الفنية والمناخات الشعرية والصور والإحساسات جديد تمامًا، في عام 1949 أصدرت الديوان الثاني بعنوان (شظايا ورماد) تضمن قصائد جديدة على الشكل الجديد والذي أطلق عليه اسم الشعر الحر وهو بالحقيقة شعر لا يخلو من الوزن والقافية وإنما بشكل آخر يختلف عن الطريقة القديمة، كانت قصيدتها ( الكوليرا ) المؤرخة عام 1947 إحدى القصائد التي اكتسبت شهرة كبيرة، وقصة تلك القصيدة أنه حدث في صيف عام 1947 أن حصد وباء الكوليرا الآلاف من أبناء الشعب المصري الشقيق، وكانت كارثة فظيعة ردت عليها شاعرتنا نازك بقصيدة رائعة لها عنوان المرض نفسه، قصيدة ليست كالقصائد التي كانت سائدة ذلك الوقت، كانت جديدة في كل المقاييس، مختلفة، إيقاعها غريب عن الأذن العربية التي اعتادت ومنذ ألفي عام على أوزان الخليل، وسرعان ما انتشر خبر القصيدة الجديدة كوليرا نازك الملائكة بين الشباب المثقف واستطاعت أن تؤثر على الذائقة الشعريّة وتنتج ألاف من القصائد الشعريّة ذات الأثواب الجديدة والأشكال الزاهية لنستمع إلى نازك وهي تشدو برائعتها.

 

مجموعات شعرية

أهم مجموعاتها الشعرية

 عاشقة الليل 1947,نشر في بغداد, وهو أول أعمالها التي تم نشرها.

 شظايا الرماد 1949.

 قرارة الموجة 1957.

 شجرة القمر 1968.

 ويغير ألوانه البحر 1970.

 مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977.

 الصلاة والثورة 1978.

 

مؤلفاتها

ونازك الملائكة إلى جانب كونها شاعرة رائدة فإنها ناقدة متميزة، وقد صدر لها

 قضايا الشعر الحديث ،عام 1962.

 التجزيئية في المجتمع العربي ،عام 1974 وهي دراسة في علم الاجتماع.

 سايكولوجية الشعر, عام 1992.

 الصومعة والشرفة الحمراء.

 كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها «الشمس التي وراء القمة» عام 1997.

 

وللشاعر العراقي فالح الحجية دراسة مستفيضة عنها في كتابه موجز الشعر العربي.

 

أجمل أبياته الشعرية

أنا

 

الليل يسال من أنا

أنا سرة القلق العميق الأسود

أنا صمته المتمرد

قنعت كنهي بالسكون

ولففت قلبي بالظنون

وبقيت ساهمة هنا

أرنو وتسألني القرون

أنا من أكون ؟

 

الزائر الذي لم يجيء

 

ومر المساء ، وكاد يغيب جبين القمر

وكدنا نشيع ساعات أمسية ثانية

ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية

ولم تأت أنت ... وضعت مع الأمنيات الأخر

وأبقيت كرسيك الخاليا

بشاغل مجلسنا الذاويا

ويبقى يضج ويسال عن زائر لم يجيء

وما كنت اعلم انك ان غبت خلف السنين

تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى

وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى

وما كنت اعلم انك أقوى من الحاضرين

 

لحن النسيان

 

لم يا حياه

تذوي عذوبتك الطرية في الشفاه

لم ، وارتطام الكأس بالفم لم تزل

في السمع همس من صداه

ولم الملل

يبقى يعشش في الكؤوس مع الأمل

ويعيش حتى في مرور يدي حلم

فوق المباسم والمقل

ولم الإثم

يبقى رحيقي المذاق ، اعز حتى من نغم ؟

ولم الكواكب حين تغرب في الأفق

تفتر جذلى للعدم ؟

ولم الفرق

يحيا على بعض الجباه مع الأرق

وتنام آلاف العيون إلى الصباح

دون انفعال أو قلق

bottom of page